في أوائلها ولدت بنت بقرية بجارز «١» من عمل سرمين لها جسد واحد وعنق واحد وعلى العنق رأسان من جهة واحدة في كل رأس وجه في كل وجه عينان وفم وأنف وأذنان فإذا بكت بكت من المكانين وعاشت يوما واحدا.
وفي يوم الأحد تاسع عشر المحرم شرع في عمارة جامع منكلي بغا وتقدم ذلك في الجامع المذكور. وفي أوائل السنة انتقل الطاعون من البيرة إلى حلب وغالب معاملاتها والمعرة وحماة وكثر في حلب في صفر ودام.
وفي الخميس ثالث عشري المحرم حضر جماعة من أهل أعزاز وصحبتهم الخطيب وشكوا إلى الكافل تنم بأنهم ظلموا فضربهم وأراد إشهارهم في البلد فخلصهم العامة فوقع بسبب ذلك فتنة بين الكافل والعامة ورمى جماعة من مماليك الكافل على العامة بالنشاب فجرح جماعة وقتل بعض. ثم دخل الأمير الكسرو «٢» الحاجب ودوادار السلطان ونائب القلعة بينهم وسكنت الفتنة.
وفي الليلة المسفر صباحها عن نهار الخميس سلخ المحرم هرب جماعة من العرب وأميرهم سالم بن بدران من سجن القلعة، ونزلوا من سورها واحتالوا على ذلك فأمروا امرأة من نسائهم فجاءتهم بمبرد «٣» فبردوا قيودهم وكسروا باب السجن وكانت قد أتتهم بصوف فغزلوه في السجن. وكانوا إذا سئلوا عن سبب غزلهم قالوا نبيعه ونأكل بثمنه. وأصبح نائب القلعة وأمسك النائحين على باب السجن وأودعهم السجن وطالع بهم السلطان فأمر بإطلاعهم والإفراج عنهم.