وفي سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة اتفق أن شابا من أبناء دمشق جميل الصورة عدى على إنسان كان يحبه، فقتله، فحمل إلى الوالي: فلما سأله، أنكر فعرّاه للضرب فتقدم إنسان كان يعشق دلك الشاب، وقال: أنا قتلته، فلا تظلموه.
فكتب الوالي عليه محضرا بإقراره بالقتل. وأطلق الشاب.
وكان ايتمش «١» نائب دمشق إذ ذاك، فلما حكيت له القصة، اطلع على باطنها فتوقف في قتله، وأمر بحبسه.
فلما حضر أرغون الكاملي «٢» من حلب عوضا عن ايتمش فكان أول شيء حكم به من الدما [ء] قتل العاشق بمقتضى المحضر. انتهى.
[الخليفة الهادي وجاريته غادر] : وقال عبد الحق في المعاقبه مما ابتلى الله به الهادي «٣» من المحبة وعاقبه به أنه كان مغرى بجارية له تسمى غادرا. وكانت من أحسن الناس وجها.
وأطيبهن غناء. اشتراها بعشرة آلاف دينار. فبينما هو يشرب مع ندمائه فكر ساعة، وتغير