الإقطاعات على الجند. ولم تكن عادة الخلفاء والسلاطين من زمن عمر رضي الله عنه إلا أنه الأجناد تجيء إلى الديوان ثم تفرق العطايا عليهم حسب المقرر لهم.
[لطيفة:]
استأذن نظام الملك السلطان ملكشاه في الحج فأذن له، وهو إذ ذاك ببغداد فعبر دجلة، وعبروا بالأقمشة، وضربت الخيام على الشط. قال عبد الله الساوجي:
فأردت الدخول عليه فرأيت بباب الخيمة فقيرا فقال لي: أوصل هذه الأمانة إلى الصاحب وأعطاني رقعة فدخلت بها ووضعتها بين يديه فنظر فيها، وبكى، حتى ندمت، ثم قال: أدخل عليّ صاحب هذه الرقعة. فخرجت فلم أجده فأخبرته بذلك فدفع إليّ الرقعة فإذا فيها: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال لي:" اذهب إلى الحسن وقل له إلى أين تذهب حجك عنا. أما قلت لك أقم بين يدي هذا التركي أعن صاحب الحوائج من أمتي، فرجع نظام الملك وكان يقول: لو رأيت ذلك الفقير حتى أتبرك به.
قال فرأيته على الشط وهو يغسل (خريقات) فقلت له: إن الصاحب يطلبك فقال: مالي وللصاحب إنما كانت عندي أمانة فأديتها.