للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها ... وإذ هي تدري الدمع منها الأنامل.

صبيحة قالت في العتاب قتلتني ... وقتلي بما قالت هناك تحاول.

ثم قال لخادمه سرور احتفظ بها، وأكرم محلها. وأصلح لها كل ما تحتاج إليه من (٩ ظ) ف المقاصير والخدم، والجواري إلى وقت رجوعي. فلولا ما قال الأخطل «١» .

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بأطهار (١٤ و) م

لكان لي ولها شأن.

ثم خرج، فلم يزل يتعاهدها مسرور ويصلح ما أمره به. فاعتلت الجارية علة شديدة أشفق عليها منها. وورد نعي المأمون فلما بلغها ذلك تنفست صعدا وتوفيت.

وكان مما قالت وهي تجود بنفسها:

إنّ الزمان سقانا من مرارته ... بعد الحلاوة أنفاسا وأورانا

أبدا لنا تارة منه فأضحكنا ... ثم انثنى تارة أخرى فأبكانا

إنّا إلى الله فيما لا يزال لنا ... من القضا [ء] ومن تلوين دنيانا

دنيا تراها ترينا من تصرفها ... مالا يدوم مصافاة وأحزانا

[خاتمة:]

جلس المأمون يوما وهو مغتاظ يستاك ويقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عهد أبي بكر وأنا أنهي عنهما ومن أنت يا جعل حتى تنهي عما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأوجم الحاضرون حتى دخل يحيى بن أكثم «٢» فقال له المأمون:

أراك متغيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>