وفي يوم الجمعة ثاني المحرم وصلت جنازة أقبردي نائب ملطية إلى حلب ودفن خارج باب المقام في تربته التي أنشأها.
وأقبردي المذكور ولي نيابة قلعة حلب في أيام الظاهر جقمق وباشر بحشمة زايدة وعقل راجح وكان دينا كأستاذه لا يعرف شيئا من الفواحش ويقرأ القرآن وحج من حلب في سنة سبع وخمسين حجة عظيمة. ودافع عن الحاج العرب وأحسن إليهم.
وتوفي الظاهر جقمق وبلغه الخبر وجاء على الهجن إلى حلب وصعد القلعة وحفظها على ولده المنصور ووجد شيخنا/ (٤٤ و) م أبا الفضل بن الشحنة في شدة عظيمة وكان بينهما وحشة وأخرب له «١» حانوتا تجاه باب القلعة ونقل ترابه وحجارته إلى القلعة فلما وجده كذلك أحسن إليه ورق عليه وأظهر له أنه إنما خاصمه لأجل الدين فإن أهل العلم يجب أن يكون فعلهم كقولهم رحمه الله تعالى.
وفي سابع عشر صفر وليّ القاضي جمال الدين يوسف التاذفي «٢» عوضا عن ابن مفلح؛ وكان ابن مفلح قد توجه قاصدا مصر.
وفي يوم الأحد ثاني ربيع الأول توفي محمد دوادار السلطان. ودفن يوم الاثنين وكان شكلا حسنا، كاتبا عاقلا، ولي ولاية الحجر بالقلعة، ثم تنقل إلى هذه الوظيفة فباشر بحشمة زائدة وعقل، ولاطف الناس، وقدم الفقهاء وأكرمهم، وأحسن إليهم رحمه الله تعالى.
وفي سادس شعبان ورد كتاب من القاهرة بولاية القاضي شهاب الدين أحمد بن