ثم استقر زين الدين بن الخرزي وعزل الحمصي في أوائل السنة.
وفي تاسع عشر المحرم أنشدني الشيخ الإمام العالم أبو محمد وعبد الله بن مرر بن عثمان الحيزاني- بكسر الحاء المهملة- الشافعي «١» قال: أنشدني شيخي علم الدين الزمخشري؛ وهي مدينة من خراسان:
به فلق الظلماء رب البرية ... فنار بنور فاق بالأولية
هو القلم العلوي والكون لوحة ... فيجري عليه باليد الأزلية
وهذا الرجل ولد بحيزان سنة أربع وثمانمائة تقريبا وقرأ على الشيخ العلامة زين الدين عبد الرحمن بن الحلّال بالجزيرة (شرح العبري على البيضاوي) و (الغاية القصوى للبيضاوي)«٢» وقدم حلب ثم ارتحل إلى القاهرة وقرأ على القاياتي في (مقدمة العضد مع حاشيتها) لسعد الدين. وسمع على البخاري ومسلم و (الشفا) وقرأ على شيخنا أبي الفضل بعض البخاري وسمع الباقي و (الموطأ) ، وعلى الكافجي (التلويح)«٣» و (التوضيح)«٤» إلى باب الاجتهاد، والعضد إلى القياس.
ثم قدم حلب ونزل بالصالحية فقرأ عليه بعض الطلبة، وكان فاضلا عالما دمث الأخلاق نزها، وضيء الوجه نيّره، ثم رحل من حلب إلى بلاده ولما كان تغري ورمش الفقيه بحلب كان يجتمع به ويبحث مع الفضلاء فيترجح عليهم وهو رجل