وعمر قصروه المشار إليه مقام سيدي عبد الله الأنصاري «١» خارج حلب- كما سيأتي- ووقف عليه وقفا آل إليه ثم عزل عن كفالة حلب إلى كفالة دمشق وتوجهت صحبة شيخنا المذيل إلى قصروه قبل وصول الخبر إليه بكفالة دمشق فبشره بذلك، ففرج عنه، وسر، وقال لشيخنا: أنت إن شاء الله تعالى تصير قاضيا بدمشق وذلك في سنة سبع وثلاثين فصلى شيخنا عنده الجمعة بجامع الناصري. في دار العدل بحلب فسمعته يقول لشيخنا: وأن مكاني شخص يقال له:" قرقماس".
وعنده حد فاصبروا له أو كلاما معناه هذا.
[[تولية حلب لقرقماس علم ٨٣٧ هـ]]
فاستقر قرقماس الشعباني في كفالة حلب، ودخل حلب في العشر الأول من رمضان. قال شيخنا ابن حجر: ومن الاتفاق أن رفيقا لي لما كنا في سفرة آمد قبل أن يدخل حلب رأى أن الناس اجتمعوا يطلبون من يؤم بهم فرأوا رجلا ينسب إلى الصلاح فسألوه أن يؤم بهم قرقماس وكان ففي الحال حضر وتقدم فصلى. فوليها بعد ذلك.
وكان شهما، مقداما، أمن الناس في أيامه من قطاع الطرق والحرامية وكان إذا وقع في قبضته أحد منهم علقه بكلاليب تحت الواجه.
وخرج مرة إلى الموكب فسار إلى مدينة الباب وحده فوجد جماعة من العربان ينعلون خيلهم فنكل بهم وامتنع العرب في أيامه من ركوب الخيل وحمل الرماح وصاروا يخوفون أولادهم الصغار منه حتى كان البدوي إذا دخل بفرسه إلى الماء ليشرب فامتنعت يقول لها قرقماس في الماء. ثم وشي به إلى السلطان بشيء يقتضي العصيان فورد المرسوم الشريف بطلبه إلى القاهرة في صفر.