وما زال كذلك زمانا فوجد في بعض الأيام ميتا إلى جانب الدير.
وكان أمير البلد العباس بن كيغلغ «١» فلما اتصل ذلك به وبأهل الرها خرجوا إلى الدير وقالوا ما قتله غير الرهبان. وقال لهم ابن كيغلغ لابد من ضرب رقبة الغلام وإحراقه بالنار.
ولا بد من تعزير «٢» الرهبان بالسياط. وتصعب في ذلك. فافتدت النصارى نفوسهم وديرهم بمائة ألف درهم.
وكان الغلام بعد ذلك إذا دخل الرها لزيارة أهله صاح به الصبيان: يا قاتل سعد الوراق.
وشدوا عليه بالحجارة يرجمونه. وزاد الأمر بعد ذلك. حتى امتنع من دخول المدينة. ثم انتقل إلى دير سمعان «٣» . وما أدري ما كان منه. انتهى.
[[إسلام راهب] :]
وذكر الشيزري أنه كان بعمورية «٤» راهب يسمى عبد المسيح أسلم فسئل عن إسلامه فقال: كان عندنا شاب فهوى جارية نصرانية، تبيع الخبز، فكان لا يبرح ناظرا إليها، فلما علمت به سلطت عليه الصغار، يضربونه، ويصيحون عليه، فكانت تفعل به ذلك كل يوم.