وحكى القاضي بها [ء] الدين لجماعة قال: لما كنا بالمدرسة النظامية ببغداد اتفق خمسة من الفقها [ء] استعمال «حب البلاذر»«١» لأجل الحفظ. فاجتمعوا ببعض الأطبا [ء] وسألوه عن مقدار ما يستعمل الإنسان منه. وكيف يستعمله. ثم اشتروا القدر الذي قال لهم الطبيب. وشربوه في موضع خارج من المدرسة. فحصل لهم الجنون.
وتفرقوا وتشتتوا. ولم يعلم ما جرى عليهم، وبعد أيام جاء إلى المدرسة واحد منهم. وكان طويلا وهو عريان ليس عليه شيء سوى ستر عورته، وعلى رأسه بقيار «٢» كبير له عذبه طويلة خارجة عن العادة. وقد ألقاها ورا [ء] هـ. فوصلت إلى كعبه وهو ساكت، ساكن عليه السكينة والوقار، لا يتكلم. ولا يعبث. فقام إليه من كان حاضرا من الفقها [ء] رسالة عن الحال. فقال لهم: كنا قد اجتمعنا. وشربنا حب البلاذر. فأما أصحابي فإنهم جنّوا. وما سلم منهم إلا أنا وحدي، وصار يظهر العقل العظيم والسكون وهم يضحكون منه وهو لا يشعر بهم. ويعتقد أنه سالم مما أصاب أصحابه وهو على تلك الحالة «٣» . انتهى.
[[رسالة الشاعر ابن خروف لابن شداد] :]
وقد كتب الأديب نظام الدين المعروف بابن خروف الشاعر إلى ابن شداد رسالة يستنجد منه فروة قرضية، وهي: