في أوائلها «١» : استقر القاضي زين الدين بن الخرزي في قضاء حلب. وانفصل القاضي جمال الدين الباعوني إلى قضاء دمشق عوضا عن الوفائي. وكان بحلب فضل كبير إلى الفدية «٢» . وشاهدت الناس خارج باب المقام على كيفية منكرة»
من البكاء والعويل وتجهيز الموتى ودفنهم كل مشغول بنفسه. وترك الناس حوانيتهم وخرجوا إلى خارج حلب إلى كل مقبرة للصلاة على الأموات وتجهيزهم.
وفي أواخر الفصل قدم القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن أبي الفتح محمد الحسني الحنبلي «٤» - قاضي مكة- وليها سنة تسع وثمانمائة. ثم جمع له قضاء الحرمين سنة سبع وأربعين من بلاد العجم واجتمع في سنة اثنين بشاه روخ «٥» بن تيمور هناك وأفضل عليه وكان كريما جوادا، فرق ما حمل له شاه روخ قبل أن يصل إلى مكة ونزل بالمدرسة الكلتاوية الحنفية داخل باب بانقوسا «٦» وتوفي له قريب فدفنه خارج الكلتاوية. ثم سافر إلى مصر ومن مصر إلى مكة.
وكان قد قدم حلب في حياة والدي رحمه الله تعالى. ونزل بالمدرسة الشرفية في الدور الثاني في شدة البرد ومعه جماعة فكان يستدين وينفق عليهم وذلك في سنة خمس وثلاثين.