وحملت جملين كانا قد بقيا إلى الجو مقدار رمية نشاب. ثم أرمتهم مقطوعين أربعة أنصاف، وطوت قدور «١» النحاس والطسوت والصاجات الحديد بعضها على بعض. ثم ذهبت تلك الريح إلى عرب بجوار طرالي المذكور فأحملت لهم أربعة أجمال فغابت بهم في الجو. ثم وقعوا متقطعين ثمانية أنصاف. ثم أمطرت عليهم بردا كبيرا زنة البردة رطل شامي. فما وقع على شيء إلا وأهلكه.
و [منها] : في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ظهر في القاهرة رجل بأربع (١٩ ظ) م أيدي وأربع أرجل. ولا يقدر على المشي. بل يحمل على الرأس «٢»
[لطيفة:]
ذكر القزويني قال: حدثني بعض الفقهاء أنه شاهد عند الأكراد المحمدية بعض.... إنسانا كرديا كبيرا بستة أذرع وهو صبي ما بلغ الحلم وكان يأخذ بيد الرجل القوي ويرميه خلف ظهره «٣»
ومنها: في سنة أربع وأربعين وسبعمائة كانت الزلزلة العظيمة المزعجة المخرجة العميمة، التي حركت السواكن. وخربت كثيرا من الأماكن. دخلت إلى مصر والشام وتواترت مده، إلى أن فتح الله باب الفرج ورفع الشدة، وبها خربت منبج، وكذلك قلعة الراوندان «٤» . وقال ابن الوردي «٥» من مقامة: «نعوذ بالله من شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها. ونستعينه في طيب الإقامة بها، وحسن الرحلة منها. نعم نستعيذ بالله ونستعين من سم هذه السنة؛ فهي أم أربعة وأربعين. ذات زلزال بث في البلاد رجله وخيله. وجزم برقع الأرض لما جرى عليها ذيله لا عاد من زلزال، زال به العقل وزال، قنت الناس لأجله في الصلوات. وسكنت من خوفها الصحارى والفلوات.