ومسلم المذكور قال الذهبي كان رافضيا، خبيثا. أظهر ببلاده سب السلف. ورأيت في تاريخ ابن العديم، أنه أخذ حلب من سابق بن محمود بن نصر بن صالح في أول يوم من المحرم سنة اثنين وسبعين وأربعمائة وهو مدفون بسر من رأى في قبة نقل إليها من حلب.
وقتل بأنطاكية على بابها في صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
ومولده في يوم الجمعة ثالث عشر من رجب سنة اثنين وثلاثين وأربعمائة ورأيت في كلام الذهبي عن الماموني وثب عليه خادم في الحمام فقتله. انتهى.
وكان كريما فاضلا حليما شاعرا، ومن شعره:
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ... والماء صنفان ذا صاف وذا كدر
رجع: وكان لما حاصر مسلم وضايقها خطب إلى سابق صاحبها أخته. وتم العقد في يوم تسلمه القلعة ودخوله إليها. ودخل في ذلك اليوم والساعة بالعروس فقيل أنه في ساعة واحدة فتح قلعتين. وفي ذلك يقول منصور بن تميم:
قرعت أمنع حصن وافترعت به ... نعم الحصار ضحى من قبل يعتدل
وحزت بدر الدجى شمس الضحى فعلى ... مثليكما شرفا لم تبدل الكلل
[«درب الزجاجين» :]
تقدم الكلام عليه في الزجاجية. وبهذا الدرب حمام يعرف الآن بالزجاجين أوبه مسجد غربي المدرسة أمر بعمارته العادل أبو بكر محمد بن أيوب بتولي أحمد بن عبد الله الشافعي في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.