وهو المكان الذي يقرأ فيه البخاري، الآن في العضادة الثانية الملاصقة لصحن الجامع الدعا [ء] مستجاب أ. ومشرف العابد كان يصلي هناك. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام «١» يصلي هناك.
وأما سقف الجامع فكان جملونا كجامع دمشق. وكان بحائط المحراب وحائط الصحن قماري ومناظر وآثارها باقية إلى الآن. فلما احترق الجامع في أيام التتار كما سيأتي بنى ابن صقتر هذا القبو- ولابن صقر «٢» ترجمة في تاريخ شيخنا- فغوش عليه كافل حلب وقال له: إنما بنيت اصطبلا فلما كانت دولة الظاهر جقمق وكافل حلب إذ ذاك قايتباي الحمزاوي «٣» وملاك أمر حلب بيد زين الدين عمر سبط ابن السفاح اختلفت أقاويل المهندسين ورأسهم علي بن الدحال وكان ماهرا في صنعته وأراهم في أمر الحائط الذي فيه أبواب القبلية وهو نهاية في الجودة (٣١ و) م والترصيف، وجودة النحت. وثقل الآلة وحسن التركيب والترتيب، وكثرة ما فيه من الكوى طلبا للمكنة والخفة. وليس بحلب حائط مثله، بل ولا غيرها؛ إذ مال أوسطه وخرج عن الميزان ميلا فاحشا.