وسمي بذلك لأنه يخرج منه إلى جهة قنسرين، ويمكن أن يكون بناء سيف الدولة، لأنه إلى جانبه برج كان عليه اسمه.
ثم جدده الملك الناصر يوسف في سنة أربع وخمسين وستمائة ونقل إلى بنائه الحجارة من قرية الناعورة «١» من برج كان بها من أبرجة القصر الذي بناه سليمان بن عبد الملك فيها؛ وقد تقدم، ونقل إليه باب الرافقة. وهذا الباب كان أولا على سور عمورية فلما فتحها المعتصم في سنة ثلاث وعشرين ومائتين نقله إلى سر من رأى لما شرع في بنائها سنة احدى وعشرين. ثم نقل من سر من رأى لما خربت إلى الرافقة، وبنى على هذا الباب أبرجة محصنة كالقلاع المرجلة، وعمل فيها طواحين وأفران، وجباب للزيت وصهاريج للماء وحمل إليها السلاح.
ومن عجائب الاتفاقات ما حكاه القاضيان الأجلان كمال الدين بن العديم...... «٢» قالا: قصدنا في بعض الأيام زيارة الشيخ الصالح العابد الزاهد العالم (١١٠ و) ف العامل شرف الدين أبا عبد الله محمد بن موسى الحوراني بظاهر حلب فاتفق عند اجتماعنا به وصول الباب ليركب على باب قنسرين فاجرينا ذكره فقال لنا: يوم فروغ هذا الباب ينزل على المدينة من يأخذها، ويخرب هذا الباب وسائر البلد.» .
فجرى الأمر على ما ذكر. ولما استولت التتر على حلب كان أول ما خرب منها.