في ثاني المحرم وصل القاضي عبد الباسط من مكة إلى القدس. وفيها وصلت هديته إلى السلطان. ومنها مائة شاش وتحف هندية وحبشية وثمانمائة قبلها السلطان وخلع على قاصده.
وفي أثناء صفر استقر شيخنا القاضي زين الدين ابن الخرزي في قضاء حلب عوضا عن شيخنا المذيل وفي أثناء ولايته هذه كتب بعض أهل حلب من أصحاب الشرور قصة على لسان حلب والفقهاء بأمور كذب فيها أن نائبه مجد ابن الكركي وولده يأخذان الرشوة ويقولان من زاد ركب. فورد تغري البريدي بالكشف عليه وإن صح ذلك فيعزل ويصعد به إلى القلعة فاجتمعت الفقهاء بدار العدل عند الكافل وأثنوا عليه وكذبوا ما في القصة بالكتب إلى السلطان أن الأنباء غير صحيحة «١» وإعطاء البريدي مائتي دينار.
[[القاضي الفقيه ابن الخرزي] :]
وشيخنا القاضي ابن الخرزي كان فقيها، نحويا، أصوليا، طيبا، دينا، خيرا ومثالا للأخلاق، عارفا بالأحكام قدم قبل فتنة تيمور وقرأ/ (١٤ و) م على تاج الدين العجمي. وقرأ على جماعة بحماة وحضر إلى القاهرة عدة مرار وأثنوا على فضله وقرأ الطب على شهاب الدين ابن زيتون.
قرأت عليه بعض شرح الدميري على المنهاج، وأذن لي بالإفتاء والتدريس.
وكان يقول أنا من ذرية عبد الله بن مبارك ومولده سنة سبع وسبعين وسبعمائة.