قدم الشيخ بدر الدين محمود بن عبيد الله الأردبيلي الحنفي «١» وعلى يده مرسوم شريف بالكشف عن النسيمية «٢» ، وعقد لهم مجلس بالجامع الكبير، وحضر كافل حلب، وقتل الحيداد قاسم النسيمي وكان شكلا مجزعا ينشد أشعار النسيمي ويحث على اتباع مذهبه. وله أتباع ببلاد منبج وعين تاب. ثم ورد في سنة ثمان وأربعين بسببهم وقتل سوندك التركماني بعد إقامة غ ٢ إلى مصر واجتمع بالظاهر برقوق فولاه خطابة الجامع الأموي فقدم دمشق سنة اثنين وتسعين وباشرها ثم لما قدم الظاهر إلى دمشق سنة ثلاث وتسعين ولاه القضاء في الحجة فباشر بعفة. وولى مشيخة الشيوخ في ربيع الأول سنة أربع وتسعين انتزعها من كاتب السر، ابن أبي الطيب ثم تغير خاطر الظاهر عليه، وطلب منه أن يقرضه شيئا من أموال الأيتام فلم يفعل فعزله.
ثم ولي خطابة القدس في شعبان سنة اثنين وثمانمائة مدة وجاءت الفتنة- يعني فتنة تيمور «٣» - وهو هناك ثم وقع بينه وبين أهل القدس لأنه لم يكن عنده حسن مداراة وحكم عليه القاضي الحنبلي بالقدس بحكم باطل فقدم إلى دمشق سنة سبع وثمانمائة واشتكى إلى شيخ نائبها فطلب الحنبلي، وعقد لهما مجلسين وأهين الحنبلي إهانة عظيمة كبيرة وسجن ثم ولي خطابة دمشق وشيخ الشيوخ غير مرة وولاه الناصر القضاء في صفر سنة اثني فلم يمكنه إجراء الأمور على ما كانت عليه ثم صرفه شيخ عند استيلائه على دمشق في جمادى الآخرة من السنة وفي فتنة الناصر ولي قضاء مصر مدة الحصار ثم انتقض ذلك.