وقال شيخنا شيخ الإسلام أبو الفضل في ذي الحجة سنة ست وثمانمائة: تقلّد القاضي عز الدين عبد العزيز البغدادي الحنبلي قاضي القدس سيفا، ووقف بالأقصى وأشهد على نفسه أنه حكم بزندقة شهاب الدين الباعوني- خطيب القدس- ومنع من الصلاة خلفه فسئل عن المستند فذكر أنه سمعه يقول:" وكتب «١» النبي صلى الله عليه وسلم فقبل فاه «٢» ".
فاستفتى الباعوني العلماء بالقدس فأفتوه أنه لا يقتضي «٣» كفرا. فوصل الباعوني إلى دمشق في المحرم من السنة المقبلة، وشكا حاله لكافل الشام. فأرسل خلفه للحكم بينهما ففر إلى العراق.
قال لي والدي الحافظ برهان الدين المحدث- رحمه الله- كنت جالسا على باب الناصرية بالقاهرة ومعنا الشيخ شهاب الدين المشار إليه ومعنا شخص يقال له الصفدي وهو من أهل الخير والصلاح والشيخ شهاب الدين يذكر ما لهم من كرامات فمر يونس الدوادار فسلم. فترك غ ٣ البينة عليه. وكان نسيميا أيضا لا عقيدة له ولا دين له، وله أتباع لا كثر الله منهم.
وفي خامس عشر ربيع الأول ولي قاضي المسلمين علاء الدين بن العلامة عز الدين الحاضري قضاء حلب عن قاضي المسلمين محب الدين بن الشحنة وليها بمصر وحضر إلى حلب وهو ضعيف. وقرئ توقيعه بجامع حلب، وباشر بحرمة وعفة تبعا لأبيه وجده وصرف عن قرب بالقاضي محب الدين.