وفي تاريخ ابن شهبة: في شهر ربيع الآخر نزل نوروز نائب الشام على حمص وقد امتنع عليه نائبها اينال فلم يزل به حتى نزل إليه بأمان فعصر ركبتيه وقتل ممن كان معه خمسة عشر رجلا وبعثه مقيدا إلى قلعة دمشق فسجن بها وسار إلى حماة وكان دمرداش قد عاد إلى حلب فخرج منها إلى جهة قلعة الروم فدخل نوروز حلب وعليه تشريفه فقرئ. ثم مضى يريد عين تاب وجعل نائب حلب سودون الجلب ففر دمرداش فقطع الفرات فعاد نوروز إلى حلب فقدمها في ثاني عشر وقد مات سودون فعين لنيابة طرابلس طوخ ولكفالة حلب أزدمر ورجع نوروز إلى دمشق.
فأظهر ظلما عظيما واستمر إلى يوم الأربعاء خامس حجة سنة خمس عشرة فركب على جند حلب ورحمة العامة، وخامر عليه غالب جماعته فتوجه إلى جهة دمشق.
وجهز أمراء حلب وراء دمرداش يطلبونه فدخل إلى حلب يوم الجمعة سابع الشهر المذكور واستمر إلى يوم الجمعة حادى عشر صفر سنة ست عشرة فبلغه أن نوروز واصل إلى حلب لإخراجه فهرب من يوم الجمعة لجهة العمق بعد أن شوش على جماعة من أكابر الحلبيين فدخل نوروز إلى حلب يوم الاثنين تاسع عشر صفر وأقام بها خمسة أيام ثم توجه إلى دمشق بعد أن ولى نيابة حلب للأمير طوخ «١» .
فلما كان يوم السبت رابع عشرين صفر نزل دمرداش ببانقوسا بعساكر كثيرة فلم يلتفت إليه طوخ، وغلق أبواب حلب. وقابله من داخل السور وأرسل وراء العجل يطلب حضوره. فأجابه إلى ذلك فهرب دمرداش ليلة الاثنين سابع عشر نحو العمق، ونزل على حارم واستمر إلى أواخر سنة ست عشرة.
ولما كان نائبا بها طوخ كان تغري ورمش الآتي ذكره دواداره بها.