هذه القناة، قيل: هي «عين إبراهيم الخليل عليه السلام وهي تأتي من حيلان. قرية شمالي حلب- وقيل: إن الملك الذي بنى حلب وزن ماءها إلى وسط المدينة وبنى عليها.
وهي تأتي إلى (مشهد العافية) تحت (بعاذين) وتركب بعد ذلك على بناء محكم. رفع لها لانخفاض الأرض في ذلك الموضع. ثم تمر إلى أن تصل إلى (بابلي) وهي ظاهرة في مواضع عدة. ثم تمر في جباب قد حفرت لها إلى أن تنتهي إلى (باب القناة) وتظهر في ذلك المكان، ثم تمر تحت الأرض إلى ان تدخل إلى (باب الأربعين) وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد، وقيل: إن الملك الذي بنى حلب لما انتهت القناة أعطى للصانع الذي ساق الماء عليها مائة ألف دينار.
ولأهل حلب صهاريج في دورهم فيها الماء منها إلا ما كان من الأمكنة المرتفعة «كالعقبة» و (قلعة الشريف) فإن صهاريجهم من المطر. وكان الذي حفرها أجراها إلى كنيسته التي جددتها هيلاني؛ أم قسطنطين. وصارت كما قدمنا مدرسة.
وقيل: إن القناة دثرت، وإن عبد الملك بن مروان جددها في ولايته والذي أدخلها إلى حلب الشيخ الأمين بن الفصيصي، الذي تغلب على (قنسرين) . ولم يدخلها داره حتى لا يقال عنه: لحظ نفسه.