في خامس المحرم ورد المرسوم الشريف باعتقال شيخنا أبي الفضل وولده القاضي أثير الدين بقلعة حلب، وجاء زين الدين فرح بن القاشاني- نقيب الجيش- «١» إليها ليخرجهما إلى القلعة، وكان صديقا لهما في الصورة الظاهرة فاستأذن أثير الدين منه أن يذهب إلى بيته لقضاء أربه فأذن له فذهب وأبطأ فخاف ابن القاشاني أن يكون هرب فتغيرت ألوانه فبينما هو كذلك إذ حضر فخرجا من القلعة ووضعا بالمقام وخرجت مسلما عليهما فرأيت قد ورد كتاب ناظر الخاص جمال الدين يوسف إلى شيخنا المشار إليه بتطييب خاطره وفي الحقيقة هو الذي فعل معه ذلك فقرأ فلم يكتب له جوابا.
وفي يوم الاثنين ثالث صفر اعتقل الشيخ برهان الدين إبراهيم بن الشيخ حسن الرهاوي «٢» والريس شهاب الدين أحمد البابي الريس بجامع حلب وهما من جماعة أبي الفضل ابن الشحنة وذلك لأن الطنبغا الآتي ذكره عرف أنهما يقيمان الشفاعة عليه بما يريد أن يصنع. ويوم الثلاثاء دخل الطنبغا الدوادار إلى حلب من الديار المصرية ومعه أحمد بن العطار وكان كاتب أبي الفضل المشار إليه، وكان قد اطلع على عوراته فعزله عن مباشرته وحاسبه ثم سلط عليه من أخذ أوراق الحساب فغضب من ذلك وذهب إلى القاهرة واجتمع بيوسف ناظر خاص وكان قد تغير على أبي الفضل المشار إليه لما بلغه أن أبا الفضل كتب عليه محضرا بما وصل إليه منه وأنه يريد أن يرتقي إلى كتابة الإنشاء بالقاهرة وأن ينتقم منه ومن الطنبغا تغري ورمش مملوك أبي الفضل المشار إليه ونور الدين محمود بن المعري.