بسم الله الرحمن الرحيم حلب من أقدم مدن العالم إن لم تكن أقدمها. فتاريخها يرجع إلى قرون عديدة خلت قبل الميلاد. وتحت تلالها المعروفة كتلة السوداء والعقبة والجبيلة والقلعة تكمن كثير من الأوابد والكهوف والمغر والسراديب التي تشير بمجموعها الى ماض موغل في القدم.
ولا تزال تحظى بعناية المؤرخين والدارسين ففي مختلف الأوقات نسمع عن كتاب صدر مؤرخا لها ليضاف إلى هذه السلسلة والتي تبدأ من القرن الخامس وحتى عصرنا الحالي، كل يزيد على من سبقه بتسلسل زمني. والكتاب الذي نقدمه الآن حلقة من حلقات تلك السلسلة.
لقد ذيل فيه مؤلفه سبط بن العجمي على شيخه ابن خطيب الناصرية في تاريخه (الدر المنتخب في تاريخ حلب) ، والذي هو بدوره ذيلا لتاريخ ابن العديم (بغية الطلب في تاريخ حلب) . وقد سرد فيه أحداثا عاصرها وكان له اليد الطولى في بعضها لمكانته آنذاك.
وتبرز أهمية هذا التاريخ وقيمته العلمية أمام الباحثين لأن صاحبه كان شاهد عصر، وراصدا لأحداثه ومدوّنا لأخباره عن كثب. فقدّم بذلك ما لا نجده عند غيره حول هذه الفترة.
ثم إن كنوز الذهب من أوائل الكتب التي تناولت بعد ابن شداد تاريخ المعالم الإسلامية بحلب (كالجوامع والمساجد والمدارس والربط والمارستانات والخوانك ... ) فقد نقل ما كتبه ابن شداد وأضاف عليه حتى عصره وبتفصيل دقيق، فكان لكتابه