وقد ذكر ذلك [ا] بن حبيب في تاريخه فقال: «وقع بحمص وحماه وحلب مطر عظيم، ليل سحابه بهيم، ومعه برد كبر حجمه. وتواتر وقعه ورجمه، وظهرت (١٨ ظ) م أشراره، ووصل إلى البيضة بل إلى النارنجة مقداره، وصحبه شيء من السمك والضفادع، وأتى بما هو للقلب صارع، فأهلك البلاد، وقلع عدة من بيوت الاكراد، ثم بلعت الأرض ما [ء] ها. فسبحانه من كبير متعال أ.
ومنها:
في سنة سبع عشرة وسبعمائة ثار بحلب هواء عظيم وغبار وقعه أليم أزعج الخواطر.
وهيج المواطر. وأظلم به الجو، وتغير بسببه النو، وقارنه رعد وبرق خاطف، حتى أيقن الناس بالهلاك. ثم أفاضت السحاب جودها وكرمها. ورمت بنادق البرد.
وهمت بما لا يحصره العدد. ثم اشتد الهوى فخرب عدة من القرى واقتلع أشجارا وثيقة العرى.
ومنها:
في سنة ثمان عشرة وسبعمائة خرج ريح بالجون من طرابلس نصف النهار فمرت على بيوت الدورباكي- مقدم التركمان- بالجون فكسرت بيوت جماعة. ثم جاءت إلى بيوت علاء الدين طرالي صارت عمودا كهيئة الثعبان متصلا بالسحاب وجعلت تمر على البيوت يمينا وشمالا فلا تمر على شيء إلا وأهلكته. فقال علاء الدين:«يا رب قد أخذت الرزق، وتركت العيال بغير مال، فأي شيء أطعمهم» . فعاد الريح إليه فأهلكه، وأهلك أولاده.