سبحان من في أرضه عز أمره ... جبل العجائب لا يزال يحول.
سبحان من يدنو البعيد بإذنه ... وبحكم حكمته الجبال تزول.
ومنها:
في سنة ست عشرة وسبعمائة جاء سيل عظيم حتى ملأ الأودية وقلع قرية من قرى دمشق بجميع ما فيها من الدور والكروم والبساتين وأهلها وغلاتها المزروعة.
ولم يسلم منهم أحد إلا خمسة أنفس فإنهم تعلقوا بذنب ثور فقام بهم وسلموا.
واحتمل (خركاوات) كثيرة من العرب والتركمان فألقاهم في البحر ثم عاود في العام القابل وأخرب دورا وأهلك أمما وكانت عدد الدور ثمانمائة وخمسة وتسعين دارا وسبعة عشر فرنا وأحد عشر طاحونا وأربعين بستانا، وواحد «١» وعشرين مسجدا، وخمس مدارس «٢» .
ثم نشأ بعد ذلك ريح قلعت أشجارا كثيرة وخرج منه عمود يرمي بشرر من نار وامتد إلى كنيسة رومية هناك مبنية بحجارة عظيمة فقلعها من أساسها وحملها في الجو مقدار رمية نشاب وهي بحالتها لم تتغير حجر عن حجر، والناس ينظرون إليها، ويبكون، ويتضرعون إلى الله تعالى. ثم انتقضت حجارتها ووقعت حجرا حجرا. وغاصت في الأرض. وبقي مكانها مثل الخندق.
ووافق هذا الريح برق عظيم ورعد وظلمة حتى أيقن الناس بالهلاك. ثم أمطرت بردا عظيما أخرب بلادا كثيرة بما فيها من أهلها والدواب والوحوش والطيور.
واجتمع من ذلك البرد والمطر سيل عظيم ملأ الوادي المعروف بوادي الفيل، وغرق مائة من الناس والدواب، وهجر الباقون من الهالكين تلك الأرض خوفا من العود.