عاقل ذكي إلى الغاية منقطع عن الناس ملازم للإشغال والاشتغال غير متطلع إلى أيدي الناس كثير الأدب والتواضع وله أخلاق حسنة.
وفي يوم الاثنين ثامن عشري المحرم توفي العلامة المحقق قاضي المسلمين بالديار المصرية شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن يعقوب القاياتي «١» الشافعي. وليّ القضاء بالقاهرة فباشره بعفة ونزاهة وصلى عليه الخليفة بأمر السلطان واستقر شيخنا أبو الفضل ابن حجر عوضه. وصلي عليه بجامع حلب يوم الجمعة سادس عشر صفر صلاة الغائب.
وفي يوم الاثنين تاسع صفر خرج القاضي الحمصي من حلب بين الظهر والعصر معزولا بالسوبيني «٢» . وفي تاسع عشري ربيع الأول يوم الخميس توجه القاضي الحنفي أبو الفضل بن الشحنة قاصدا القاهرة فعوتب في سفره آخر الشهر فأنشد:
دع النجوم لطرقي «٣» يعيش به ... وبالعزائم فانهض أيها الملك
إن النبي وأصحاب النبي نهوا ... عن النجوم وقد أبصرت ما ملكوا
قلت: وأذكرني هذا ما رأيت من شعر زيد بن الحسن الكندي انتهى/ (٣٤ و) م
دع طارق النجم يكبو في ضلالته ... إن ادعى علم ما يجري به الفلك
تفرد الله بالعلم القديم فلا ... الإنسان يشركه فيه ولا الفلك
أعد للرزق من أشراكه شركا ... وبئست العدتان الشرك والشرك
وسفرته هذه كانت بسبب قضية شاهين المتقدمة فإن السيد السفاحي كتب إلى المصريين بأن القضية صدرت عن رأيه وباتفاق منه.
وفي يوم الاثنين تاسع ربيع الآخر خرج ابن مفلح من حلب لورود مرسوم بطلبه