للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزهري «١» قضاء حلب عن القاضي جلال الدين محمد بن الباعوني.

وفي كتابه أنه ولي القضاء في خامس عشر شهر رجب فسافر تلك الليلة القاضي جلال الدين من حلب مختفيا وسار على غير الجادة خشية أن يلحقه الناس وخوفا على نفسه لما فعله من أخذ أموال الناس، فلما كان بالطريق طريق الشام ورد عليه كتاب من القاهرة بولايته قضاء طرابلس فتوجه إليها.

وهذا القاضي جلال الدين كان ذكيا، شكلا حسنا يصر على أمر عظيم من أكل أموال الناس بالباطل ولا يحتاش من ذلك، وباشر بطرابلس كذلك، وفي آخر أمره ذهب إلى الروم وقتل بالطريق.

وفي يوم الخميس حادي عشر شعبان قتل علي بن الرقيق ومحمد بن الحسن بن الحصوني وهما مباشران بديوان كافل حلب جانم قتلهما العامة وأحرقوهما بالنار وقتلا قبلهما شخص يقال له السرميني من أعوان الطلبة وسبب ذلك ما أظهرا من الظلم وأخذا أموال الناس بغير طريق وعندهما نساء يأتون إلى البيوت إلى النساء فتنظر المرأة منهن ما على المرأة في بيتها من القماش واللباس ثم تذهب إليهما فتخبرهما بالصورة فيرسلان خلف الزوج ويقولان له: إن زوجتك البارحة كانت عند فلان في مجلس الشراب أو عند فلان يزني بها وعلامة ذلك لباسها كذا وما فضحناها فيأخذان منه جملة وربما يطلق الرجل المرأة ظنا منه تصديقهما، وأرجفا في الناس وعندهما أعوان يطوفون بالطرق ويكذبون على الناس ويتعاونون على العامة. وكان ابن الرقيق يقول لابن الحصوني: أنا أحترق بنارك فشاع في الناس قتل السرميني، ولم يكن ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>