صحيحا، وكان مسافرا فجاء فقيل له: قد أشيع كذا. فقال: هذا كذب. ها أنا حي. ثم تلك الليلة قتلوه فاختبأ عند ذلك ابن الرقيق عند الشيخ عبد الكريم وظن أن ذلك مانعه فسمع الناس بذلك فجاؤوا إلى مسجد عبد الكريم، وأسمعوه ما يكره وأرادوا كسر الباب، فأخرجوه إليهم فقتلوه وجرروه كالكلاب إلى قرب حمام الزجاجين في التلة فأحرقوه، وتبرع جماعة بحطب إحراقه كما تقدم.
وأما ابن الحصوني فكان في السجن فذهبوا إليه وأخرجوه وقتلوه وجاؤوا به أيضا فأحرقوه ووضعوه فوق ابن الرقيق، وفي ذلك اليوم دخلت إلى الكافل جانم وكان البخاري يقرأ عنده فحضرنا عنده/ (٤٤ ظ) م القراءة. فسألنا أما دريتم بما اتفق اليوم فقلنا له: هذا ظالمان. فقال إذا كان الأمر كذلك فكان يجب عليكم إعلامي بهما وبغيرهما. أنا غير عارف بأمرهما. ثم قال لنا: إنما أحرقهما دعوة الشيخ علي الدقاق.
وكان الشيخ علي المشار إليه قد جاء من دمشق في هذه الأيام ونزل بباب قنسرين فظلم ابن الرقيق امرأة فرفعت أمرها إلى الشيخ علي فأرسل إلى ابن الرقيق وشفع فيها فلم يلتفت إلى كلامه فدعا عليه بالحريق فحرق. وهذا الشيخ علي اجتمعت بتلك الأيام بجامع منكلي بغا. وهو من الصالحين تذكر أمور حسنة من الكشف وغيره.
وكان ابن الحصوني أولا يكتب حكم شيخنا المؤرخ، ثم كتب في الديوان، وكان سيء الاعتقاد، وكأبيه لا يصلي «١» ولا يبالي بما يفعل من الظلم، ويفتخر بذلك.
وفي ليلة الأحد سادس رمضان توفيت والدتي هاجر، واشتراها والدي- رحمه الله تعالى- سنة تسع. وخمسها من بيت المال لأن الجويني والقفال وغيرهما قالوا:
أصول الكتاب والسنة والإجماع متظافرة على تحريم وطء السراري اللاتي يجلبن اليوم