للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم السبت ثالث عشري صفر ورد المرسوم الشريف صحبة خاصكي إلى كافل تنم بالكشف عمن قام عليه في القضية السابقة ويطالع بذلك السلطان فصفح الكافل عن الناس ولم يؤاخذهم بما صدر منهم.

وفي منتصف ربيع الأول طفا السمك الذي بخندق قلعة حلب.

ودام الطاعون خارج البلدة أكثر شيئا بالكلاسة وبانقوسا، وصار الناس يبيتون على النعوش وعمل نعوشا، وتكلم في عدد الموتى فمقل ومكثر والصحيح أنه خرج من باب المقام دون الستين وفوق الخمسين نفسا. وحصلت رائحة كريهة في بعض القرى لكثرة الموتى.

وفي يوم الجمعة العشرين من ربيع الأول توفي الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر الشهير بابن المعصراني الجبريني الأصل، وكان شاهدا في مبدأ أمره بباب النيرب وقرأ شيئا من الفقه على الشيخ علاء الدين ابن الوردي وقرأ عليّ شيئا من البخاري. ثم إنه صحب ابن القاصد الصوفي ولزمه وترك زي «١» الفقهاء ولبس زي الفقراء وانقطع إلى رحمة الله تعالى. وكان مجاورا عند قبر سيدي يحيى خارج قرية النيرب وعند قبر الشيخ يوسف/ (٣٧ و) م ولزم مدرسة أشقتمر، ثم حج ورجع فسكن المدرسة العلمية- داخل باب النيرب «٢» - وصار له أتباع. يعظمونه، وكان كثير الرياضة، حسن السمت، مليح الشكل، نير الوجه، وهو الذي قام في عمارة جامع التوبة «٣» خارج باب النيرب. وكان الخمر يباع في مكانه. وكلم كافل حلب تنم في إزالة المنكرات بكلام خشن فورد مرسوم السلطان بعد ذلك بإزالة المنكرات فعظم قدره، وكانت له جنازة حافلة وتوفي بالعلمية. ورأيت أكابر

<<  <  ج: ص:  >  >>