للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفقراء يتبركون به عند الموت. ودفن خارج الجامع الذي بناه.

ثم في يوم الاثنين ثالث عشري ربيع الأول خرج الكافل والقضاة والمشايخ والعوام ومعهم المصاحف وأعلام الجوامع إلى قرنبيا ورفعوا أصواتهم بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى، وقرّب الكافل قربانا للفقراء ورجعوا فظهر الوباء ظهورا لم يكن قبل ذلك. وأذكرني هذا ما قاله شيخنا أبو الفضل بن حجران في سنة تسع وأربعين وسبعمائة وقع الطاعون بدمشق وخرج الناس إلى الصحراء ومعظم أكابر البلاد ودعوا واستغاثوا فعظم الطاعون بعد ذلك وكثر.

قال ووقع أيضا الطاعون في القاهرة في السابع والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين فكان عدد من يموت بها دون الأربعين فخرجوا إلى الصحراء في الرابع من جمادى الأول بعد أن نودي بالصيام ثلاثة أيام كما في الاستسقاء واجتمعوا ودعوا ثم رجعوا ... «١» انسلخ الشهر حتى صار عدد من يموت في كل يوم بالقاهرة فوق الألف ثم تزايد.

وفي يوم الجمعة ثامن عشر ربيع الأول ورد كتاب شيخنا زين الدين بن الخرزي باستقراره في قضاء حلب عن صدر الدين بن النويري وأرسل الكافل خلف صدر الدين. ورسم عليه في المدرسة السلطانية، وألزمه أن يعطي الناس ما أخذ منهم.

فأخذ في الوفاء، وحضر الناس على الشكوى عليه من كل فج عميق فأدى نحو سبع مائة أشرفي ووعد الباقين بالوفاء، ثم دخل الكافل وذكر أنه أوفى الناس حقوقهم فأطلقه فذهب إلى بيته وكان أولا نازلا بالبيت الذي لبني العجمي مقابل الشرفية. ثم لما تزوج بنت شيخنا انتقل إلى قرب بيوتهم فلما صار الليل ذهب خفية إلى انطاكية ثم توجه إلى طرابلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>