ولما جاءت الزلزلة ليلة الاثنين ثامن عشر شوال سنة خمس وستين وخممائة حركت المنارة فدفعت هلالا كان على رأسها مقدار ستمائة قدم وتشققت «١» .
وأبو الحسن هو الذي أنشأ مسجد الجرن الأصفر وحمل إليه الجرن من مكان بعيد «٢» ، وجده القاضي عيسى هو الناقل إلى حلب من حصن الكراد في أيام سيف الدولة ولأسلافه المكانة عند الملوك. ولم يتعلق أحد منهم بولاية من الملوك ونفوسهم تأبى ذلك «٣» . وسيأتي تراجمهم.
ومن غرائب الاتفاق أن التتار قدموا مرة إلى حلب في سنة يأتي تعيينها في فصلهم. فاختبأ شخص من أهلها وضاق صدره من كثرة الخبأ ويئس من الحياة فصعد إلى المأذنة. وجعل يشير بمنديل معه ويقول: جاء النصر من عند الله ويقول: اقبضوهم بين البيوت مثل النسا [ء] ويكبر، ويرفع صوته. فظن التتار أن جيشا قدم إلى حلب. فاقلعوا عنها.
ولما مرض نور الدين الشهيد بلغ أخاه الخبر فقدم حلب طمعا فيها فحلف له جماعة من شيعتها وأعيانها وعوامها وسألوه أن يأذن لهم في أن يؤذنوا بحي على خير (٣٢ ظ) م العمل على ما جرت به العادة من الشيعة. فأذن لهم في ذلك استمالة لقلوبهم، فمضوا إلى الجامع.
وأذنوا بذلك. ثم تماثل نور الدين وجلس في- طيارة القلعة. فلما (٢٩ ظ) ف تيقن أخوه نصرة الدين براحته خرج من البلد هاربا من نور الدين. وأرسل نور الدين خلف القاضي أبي الفضائل بن أبي جرادة «٤» . وقال له: امض إلى