ثم جددها قراجا الدوادار «١» عند قصروه «٢» وزخرفها من الداخل. وجعل لها قبة من رصاص وهي موجودة في سنة أربع وسبعين وثمانمائة.
ثم لما تشعث داربزينها جدد هذا الدرابزين الموجود في هذه السنة ثم زاد معلوم من يدعوا فيها قبل صلاة الجمعة كافل حلب بن بردبك «٣» من الملح.
وأما الرخام المفروش في وسط صحنه: فالأصفر منه قطع من معدن بعادين خارج حلب من شمالها.
وبعادين، والعافية: من منتزهات حلب. وقد خرج إلى بعادين والعافية البليغ المعري «٤» المذكور في وقائع الفرنج في نصر بن صالح مع أقوام من أهل حلب فتعب فأنشد:
يا فرجة ما مرّ بي مثلها ... عدمت فيها العيشة الراضية.
(٣٠ و) ف
زرت بعادين ولكنني ... عدمت في العافية العافية.
انتهى.
وهذا المعدن لا يوجد إلا في حلب، ومنه ينقل إلى سائر البلاد كدمشق والقاهرة.