ابن عتبة بن محمد بن عتاب الأسدي- قاضي حلب المعروف بابن شداد- وفي كلام المؤيد لم يكن في أيامه من اسمه شداد بل لعله كان في نسب أمه. فاشتهر به. (٤٥ ظ) ف وغلب عليه. ترجمه ابن خلكان «١» ترجمة حسنة. منها: توفي أبوه وهو صغير فنشأ «٢» عند أخواله بني شداد، فنسب إليهم. وكان شداد جده لأمه. ولد بالموصل ليلة العاشر من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة. وعمرّ هذه المدرسة سنة إحدى وستمائة وتوفي يوم الأربعا [ء] رابع عشر صفر سنة اثنين وثلاثين وستمائة، ودفن في تربته التي بجانب هذه المدرسة.
والدعاء مستجاب عند قبره، ولما كنت أحضر الدرس مع شيخنا المؤرخ كان يقف عند قبره ويدعو. وسمعته يقول أنه كان يلبس لباس البغاددة بحلب.
وهذه المدرسة ليست محكمة البنا [ء] . وهي صغيرة. قليلة البيوت للفقها [ء] . وبها ثلاثة أواوين.
قال الذهبي في ترجمة بانيها «٣» : ولم يرزق ولدا. ولا كان له أقارب. واتفق أن الظاهر أقطعه أقطاعا يحصل له منها جملة كثيرة. فعمّر منه مدرسة ثم عمر في جوارها دار حديث وبينهما تربة له. وصار المشار إليه في تدبير الدولة بحلب إلى أن كبر واستولت عليه البرودات والضعف، فكان يتمثل بهذا:
من يتمنى العمر فليدّرع ... صبرا على فقد أحبابه
ومن يعمّر يلق «٤» في نفسه ... ما يتمناه لأعدائه «٥»