- رضي الله عنه- وذلك إني جئت إليه يوما فقرعت بابه. فقال: من ذا. فقلت: أنا.
فسمعته يقول قبل أن يخرج: اللهم من جاءني يشغلني عن مناجاتك فاشغله بك عني. فما رجعت من عنده حتى حببت إليّ الصلاة والاشتغال بذكر الله تعالى حتى لا أتفرغ لشيء سواه ببركة الشيخ «١» .
وعن علي بن عبد الحميد قال: دققت على السري بابه فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول: «اللهم اشغل من شغلني عنك بك» . فكان من بركة دعائه أني حججت أربعين حجة من حلب على رجلي ذاهبا وآئبا «٢» .
وفي كلام الذهبي: في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة توفي علي بن عبد الحميد الغضائري «٣» .
[الشيخ شعيب بن حسين الأندلسي] :
ولما ملك نور الدين حلب أنشأ بها المدارس وصل الشيخ شعيب بن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسي الفقيه فصير له هذا المسجد مدرسة وجعله (٥٠ ظ) ف مدرسا بها فعرفت به إلى عصرنا. ولم يزل مدرسا بها إلى أن توفي سنة ست وتسعين وخمسمائة في طريق مكة، ودفن بين تيماء وبين جفر بني عنزة؛ وكان من الفقهاء المعتبرين، والزهاد المعروفين من أصحاب الحافظ أبي الحسن علي بن سليمان المرادي «٤» . وانقطع في هذا المسجد فعرف به، وانقطع عنه اسم الغضائري.
وكان نور الدين يعتقده فرتبه ليدرس على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه. (٥١ و) م