أطار الشوق نومهم فقاموا ... وأهل الأمن «٢» في الدنيا خشوع «٣»
أجسادهم تصبر على التعبد. أقدامهم ليلها مقيمة على التهجد. لا يرد لهم صوت ولا دعاء. تراهم في ليلهم سجدا ركعا. قد ناداهم المنادي، وأطربهم الشادي.
[وفي صدره]«٤» :
يا رجال الليل جدوا ... رب صوت لا يرد
ما يقوم الليل إلا ... من له حزم وجد
لو أرادوا في ليلهم أن يناموا أقلقهم الشوق إليه فقاموا. وجذبهم الوجد والغرام فهاموا. وأنشدهم مريد الحضرة وبثهم. وحملهم على المناجاة وحثهم:
حثوا مطاياكم وجدوا ... إن كان لي في القلوب وجد
قد آن أن تظهر الخبايا «٥» ... وتنشر الصحف فاستعدوا
الفرش مشتاقة إليهم. والوسائد متأسفة عليهم. النوم قرم إلى (٥٤ ظ) ف (٥٤ ظ) م عيونهم والراحة مرتاحة إلى جنوبهم. الليل عندهم أجل الأوقات في المراتب. ومسارهم عند تهجدهم رعي «٦» الكواكب:
وزارني طيفك حتى إذا ... أراد أن يمضي تعلقت به
فليت ليلي لم يزل سرمدا ... والصبح لم أنظر إلى كوكبه
هجروا المنام في الظلام، وقلدوا بطول المقام، وناجوا ربهم بأطيب كلام. وأنسوا بقرب الملك العلام، لو احتجبوا عنه في ليلهم أذابوا، ولو تغيبوا عنه لحظة لما