للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وهذه المدرسة بعد الفتنة التمرية تعطلت عن إقامة الشعائر فيها. وسكنها النساء. وأغلق بابها حتى قدم الشيخ الصالح الزاهد العامل علاء الدين الجبرتي- نفع الله به- المتقدم ذكره في مدرسة الصاحبية. فحضر إلى هذه المدرسة بعد أن عمر الصاحبية كما تقدم. وأخرج النساء عنها. وصار يتردد إليها فأقام شعارها وعمر ما دثر منها.

وفتح خلاويها بعد أن كانت مردومة بالتراب. وبيض إيوانها. وفتح بركتها. وأجرى إليها الماء من الحوض الذي خلف دار العدل واتخذ له فيها خلوة. وكان يتعبد بها. وعمر مرتفقها وحفره حتى بلغ الماء وكان ينزل إليه بنفسه. وينزح التراب منه، وعمره عمارة متقنة. ولما حفروا المرتفق وجدوا فيها حجرا أسود على قبر وعليه صلبان. وكان أصل هذا المرتفق ناووسا للكنيسة. فتعاونوا على هذا الحجر. وربطوه بالحبال. وجذبوه إلى خارج هذا المرتفق. وبنى إلى جانب هذا المرتفق مستحما. وأحضر إليه جرنا أسود من خارج وقفه بعض أهل الخير على (٦١ ظ) ف هذا المكان والجرن الأبيض الذي على جانب البركة نقله من الحمام الخراب الذي خلف دار العدل بأمر بنت المؤيد وكان قد أخرجه بعض الناس من الحمام إلى مسجد هناك مهجور ليأخذه إلى منزله فسمع الشيخ بذلك. فأرسل إلى القاهرة. واستأذن بنت المؤيد في نقله إلى هذه المدرسة فأذنت له فيه فنقله. وفتح في هذه المدرسة بعض العناصر صهريجا. وأنفق عليه جملة. وأقيم شعار هذه المدرسة بالذكر والصلوات الخمس والمؤذنين والحصر والبسط والمصابيح وغير ذلك. انتهى.

ومن جملة ما نقم الأعداء على الشيخ علاء الدين واستفتوا عليه أنه كان يصلي في هذه المدرسة وهو شافعي المذهب فهلا كانوا استفتوا على النساء الساكنات «١» بها.

<<  <  ج: ص:  >  >>