الإمام، الرحال، المحدث، الخطيب ناصر الدين محمد الريس، ذو الهيئة العلية. والنفس الأبية، والخط الباهر، رحل إلى دمشق، وقرأ على مشايخها، واتقن وخرّج، ونظر التواريخ كثيرا- نظرت أجزاء من تذكرته- وانتقى من معجم البرزالي «١» والدمياطي «٢» ، والذهبي «٣» ، وابن رافع «٤» ، أشياء حسنة؛ وهي عندي بخطه في مجلد، وقد سمع والدي معه أشياء كثيرة، ولم يثبتها والدي بخطه اعتمادا عليه.
فصار والدي يطالبه بها ليكتب فصار يماطله وذهب على والدي مسموع كثير بسبب ذلك، وقد ذهب الزبيري إلى وجوب العارية في هذه الصورة والله أعلم بقصده وخرج من حلب إلى القاهرة لأنه لم يرض الذل بحلب. وأنشد «٥» لسان حاله:
ولا يقيم على ضيم يراد به ... إلا الأذلان عير الحي والوتد
هذا على الخسف مربوط برمته ... وذا يشبح فلا يرثي له أحد
وتوفي بالقاهرة. ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر في سادس عشر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وسبعمائة.