للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتوجه أهل البرج إلى الرملة وجلبان «١» وأظهر الفساد. ثم رجع إلى حلب ومعه الجم الغفير من التركمان والعرب فحاصر حلب وألح في حصارها وذلك عند باب النيرب وكان الناس يخرجون لقتاله ظاهر البلد فلما كان يوم الجمعه انكسر بعض الناس منه فأمسك جماعة من أهل حلب وقطع أيديهم فدخلوا إلى البلدة ورأى الناس أيديهم.

فجد الناس عن ذلك في دفعه عن حلب فرحل عن باب النيرب، ثم حاصرها من باب الفرج وباب الجنان.

وفي يوم الجمعة أحضر السلالم إلى مسجد التوبة بباب الفرج. وأراد أن (٧٩ و) ف يزحف من هناك فسمع أن كافل دمشق الجكمي انكسر من العسكر المصريين وأمسك فترك الزحف. فصاح الناس عليه من فوق السور، وقويت قلوبهم. فرجع متوجها إلى لقى العسكر المصري إلى جهة حماة. فقاتلهم بالقرب من حماة فانكسر وهرب إلى جهة ابن صوجي إلى جبل الأقرع. فأمسكه.

ثم دخلوا به حلب راكبا على بغله وخلفه شخص في يده صولجان يلعب به فأسمعه الناس ما يكره وأصعدوه إلى القلعة، وأودعوه السجن في قيد ثقيل فقال: بيني وبين القتل مسافة الطريق. وأرسل شخص إلى القاهرة إلى السلطان يخبره «٢» ... ثم ورد المرسوم الشريف بقتله فانزلوه من السجن. وعصروه بين أبواب القلعة ليقر على المال. فلم يعترف.

فأحضروه إلى باب القلعة وقدموه لضرب الرقبة فنادى عليه الجلاد: هذا جزاء من خرج عن الطاعة. فقال:

هذا جزاء من لم يرع نعمة الله. وأخذوا جثته ودفنوها في حانوت من وقف مدرسته وجعل له باب صغير إلى مدرسته. انتهى ... «٣»

<<  <  ج: ص:  >  >>