ومن بير حاء شربنا تبركا ... ومن كل بئر مس من مائها قطرا «٢» ولما فرغنا من زيارة كل ما ... يؤمل في نقل الخطى نحوه أجرا رحلنا إلى أم القرى نعمل السرى ... عسى سورة الإخلاص في حجنا نقرا ولما وصلنا ذا الحليفة بعد ما ... مضت ساعة والركب أجمع قد سرا قضوا أربا من غسلهم وركوعهم ... ومن سنن المختار قد تبعوا الأثرا وبعد نضو لبس المخيط وأحرموا ... وقد أعلنوا لبيك واجتنبوا الجهرا فباتوا على (تربان) وارتحلوا ضحى ... فكنا على الرّوحاء واليوم قد مرا «٣» فجزنا على وادي الغزالة والثرى ... نشم لخير الخلق من طيه نشرا «٤» هنالك جاءته الغزالة تشتكي ... وقد صادها من صاد ما قد لاذ ذعرا فنادته لي بالشعب خشف على ظما ... وقد صادني هذا ولا أملك الصبرا فقلبي كسير موجع لفراقه ... وأنت كريم لم تزل تجبر الكسرا «٥» فسرّحها من بعد عهد فأسرعت ... رجوعا ولم تستطع خلافا ولا عذرا وبالقرب للصفراء باتوا فأصبحوا ... عليها فذرت سحب خيراتها درا ومدت لهم جناتها الخضر ظلها ... فما أنصفوها حين يدعونها الصفرا