وبعد صلاة الصبح سرنا إلى منى ... فلما قصدنا الرمي والحلق والنحرا ....... الحج والبعض قائل ... لبعض هنيئا إن حجك قد برا «١» بعدها فأكملنا المناسك في منى ... ووجه الليالي قد أضاء لنا بشرا فلما اعتمرنا ودع الركب راجلا ... وذا آئب يبغي الشام وذا مصرا وما تقتضي أشواقهم أن يفارقوا ... ولكن قضى رب الورى ذلك الأمرا وما هي إلا حكمة الله كلما ... قضوا حجهم حنوا لأوطانهم طرا وتا الله لا أنسى بمكة عيشنا ... فيا حبذا لو كنت أقضي به العمرا نشاهد ذاك الستر والليل مسبل ... فننتظر حسنا لا نطيق له حصرا وقد رفعت ما بيننا الستر وانجلت ... وقالت لكم وصلي ولا تبتغوا هجرا فطاف بها العشاق من كل جانب ... فكلهم من وصلها قد قضى نذرا وقد دهشوا من حسن ما شهدا فهم ... من الوجد في سكر وما شربوا خمرا وما كان في رق الخطايا تكرمت ... عليه بحسن العفو حتى انثنى حرا إذا طفت في تلك الديار كأنني ... أرى المصطفى فيها وأباه الزهرا ديار ذوي العلياء من آل هاشم ... فكم وهبوا والجو قد أمسك القطرا وكم أطعموا وفد الحجيج وكم سقوا ... وكم ستروا عيبا وكم كفوا ضرا تهلل من بشر السماح وجوههم ... لأضيافهم والأرض عابسة غبرا وما سدلوا إلا على الصون أزرهم ... وما ضيعوا من شد يوما بهم أزرا وما حل امرؤ منهم يد جوده ... عن السائل المحتاج قد عقدوا الأمرا هم المطعمون الوحش في كل شاهق ... هم المانعون الجار من كل ماضرا ١٢٩ أناس رسول الله صفوة مجدهم ... فإن فاخروا من ذا يساويهم فخرا به شرف الله الأباطح من منى ... ومكة واستدعى إلى قصدها الضمرا