وبقيت إلى أن خربت بأيدي التتر. وكذلك غيرهم من الملوك الذين أسماؤهم مكتوبة عليها مثل:
قسيم الدولة آقسنقر
وولده عماد الدين زنكي الأتابك.
وبنى نور الدين فصيلا على مواضع من باب الصغير إلى باب العراق. ومن قلعة الشريف إلى باب قنسرين إلى باب انطاكية، ومن باب الجنان إلى باب النصر إلى باب أربعين جعل ذلك السور ثانيا قصيرا بين يدي السور الكبير. وعمر أسوار باب العراق. وكان ابتداء العمارة في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة. انتهى كلام الصاحب.
وقد دخل المختار بن الحسن بن بطلان «١» حلب في سنة أربعين وأربعمائة قال: ولها سور فيه سبعة أبواب.
ولما ملك الظاهر غازي حلب أمر بإنشاء سور من باب الجنان إلى برج الثعابين. وفتح الباب المستجد. وأمر بحفر الخنادق وذلك في سنة اثنين وتسعين وخمسمائة.
وفي هذه السنة أمر برفع الفصيل «٢» الذي بناه نور الدين. وجدد السور والأبرجة، [و] عين لكل أمير من أمرائه برجا يتولى عمارته إلى أن انتهت وكتب كل أمير اسمه على برجه، وبنى أبرجة من باب الجنان إلى باب النصر، وبنى سورا من شرقي البلد على دار العدل، وفتح له بابا من جهة «٣» القبلة. وبابا من جهة الشرق والشمال على حافة الخندق يسمى الباب الصغير. وكان يخرج منهما إذا ركب، وبنى دار العدل؛ كما تقدم- بين السورين الجديد الذي جدده إلى جانب الميدان