هذا زوجة هذا. وهذا بنت هذا سفاحا. سموا أنفسهم الصفاة أ. فاستدعاهم سنان إلى الحصون وقتل منهم مقتلة عظيمة وكان قد أحل لهم وطئ بناتهم وأخواتهم وأمهاتهم وأسقط عنهم رمضان. وقد كتب إلى السلطان نور الدين رسالة لما كتب (١١٨ و) ف إليه نور الدين يهدده؛ كذا حكاه ابن خلكان.
وقال ابن العديم الصحيح أنه كتبها إلى صلاح الدين:
يا ذا الذي بقراع السيف هددنا ... لا قام مصراع جنبي حين تصرعه
قام الحمام إلى البازي يهدده ... واستيقظت لأسود البر أضبعه
أضحى يسد فم الأفعى باصبعه ... يكفيه ما قد تلاقي منه اصبعه
وقفنا على تفصيله وجمله، وعلمنا ما هدد به من قوله، فيا لله العجب من ذبابة تطن في أذن الفيل، وبعوضة تعد في التماثيل ب. ولقد قالها قبلك آخرون فدمرنا عليهم وما كان لهم ناصرون، أو للحق تدحضون، وللباطل تنصرون. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، ولئن صدرت قولك في قطع رأسي وقلعك لقلاعي من الجبال الرواسي، فتلك أمان كاذبة، وخيالات غير صائبة فإن الجواهر لا تزول بالأعراض، كما أن الأرواح لا تضمحل بالأمراض وإن عدنا إلى الظواهر والمحسوسات، وعدلنا عن البواطن والمعقولات قلنا في رسول الله أسوة حسنة في قوله:«ما أوذي نبي ما أوذيت» . ولقد علمتم ما جرى على عترته وعشيرته وأهل بيته. والحال ما حال والأمر ما زال، ولله الحمد في الآخرة والأولى، إذ نحن مظلمون لا ظالمون ومغصوبون لا غاصبون، وإذا جاء الحق زهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا وعلمتم ظاهر حالنا، وكيفية رجالنا وما يتمنونه من الفوت،