للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدهما قتل، ومن بال في الماء الواقف قتل. ومن انغمس فيه قتل، ومن وجد هاربا ولم يرده قتل، ومن رمى إلى أحد شيئا من المأكول قتل؛ بل يناوله من يده إلى يده (!) .

ومن أطعم أحدا شيئا فليأكل منه ولو كان المطعم أمير الأسير، ومن أكل ولم يطعم من عنده قتل، ومن ذبح حيوانا ذبح مثله؛ بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده يستخرجه من جوفه أولا.

وأهدى له رجل جام زجاج من معمول حلب فاستحسنه فوهن أمره بعض خواصه وقال: يا خوند هذا زجاج لا قيمة له. فقال: أليس قد حمله من بلاد بعيدة حتى وصل إلينا مسالما أعطوه مائتي (بالس) «١» .

وقيل له إن في هذا المكان كنزا فإن فتحته أخذت منه مالا كثيرا فقال: الذي بأيدينا يكفينا دعوا هذا يفتح للناس ويأكلونه. وهم أحق به منا، ولم يتعرض له.

وكان يحب المصارعين وأهل الشطارة وقد اجتمع عنده منهم جماعة فذكر له إنسان بخراسان فأحضره فصرع جميع من عنده فأكرمه. وأعطاه بنتا من بناته.

فمكثت عنده مدة لا يتعرض لها فاتفق أنها زارت بيت القان فجعل السلطان يمازحها ويقول: كيف رأيت المستعرب. فذكرت أنه لم يقربها. فتعجب من ذلك.

وأحضره فسأله عن ذلك فقال: يا خوند أنا إنما حظيت عنده بالشطارة. ومتى قربتها نقصت منزلتي عندك.

ولما احتضر أوصى أولاده بالاتفاق. وضرب لهم الأمثال و [كان] بين يديه نشابا فجعل يأخذ السهم ويعطيه للواحد منهم. فيكسره. ثم أنه غير حزمة أخرى ودفع مجموعة إليهم فلم يطيقوا كسرها. فقال: هذا مثلكم إذا اجتمعتم واتفقتم. وذاك مثلكم إذا افترقتم واختلفتم. وله عدة أولاد أكبرهم (توشي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>