وبرع وكتب العالي والنازل والطباق وناظر. ثم قدم حلب فلازم الإفتاء والإشغال. وولي قضاء حلب كما تقدم.
أخبرني أنه أرق ليلة فتذكر أن بعض الخلفاء أرق وكان قد طفى سراجه فأمر بتحويل فراشه فإذا حية تحته. قال: فحولت مخدتي فإذا أنا بحية تحت مخدتي.
ثم إنه حج من حلب حجة عظيمة. وكان الشيخ بدر الدين ابن قاضي شهبة قال لوالده: ائذن لي في الكتابة على الفتوى. فقال له: القاضي علاء الدين متوجه إلى الحج فاستأذنه فلما حضر إلى دمشق استأذنه فأذن له وأخبرني من كان حاضرا معه أنه دخل إلى جامع دمشق والشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة يدرس فلما رآه قام إليه وتواضع فقال له القاضي علاء الدين: درس في مكانك. فدرس فتكلم معه القاضي علاء الدين فأبهره هذا والقاضي علاء الدين غافل عن مكان الدرس. والشيخ تقي الدين طالع لك المكان. ثم حج ورجع إلى بلدة فلا قيته في «١» حماة. ثم بعد الثلاثين لازمته وكتبت حكمه ثم أقلعت عن ذلك. ولما كتبت حكمه «٢» رأيت في منامي أن منهاجي سقط من يدي في بعض الأخلية. فنسيت ما كنت حفظت منه. ثم أقلعت عن كتابة حكمه، وانقطعت للاشتغال ففرح بذلك فرحا شديدا.
وقرأت عليه قطعة في شرحه على (حديث بريرة) فكتب لي: بلغ الفاضل.
ثم كتب لي: بلغ العالم. وكان قلمه يابسا. ثم قال: إن أكملت عليّ قراءة هذا الكتاب كتبت لك العلامة. فصادف سفره من حلب فما أتممت عليه. وحضرت دروسه بالمدارس والجامع وكان يقرأ عليه بالجامع/ (١٢ و) م (التمهيد) لابن عبد البر و (منهاج البيضاوي) وحليت (كذا) عليه من المنهاج.
ورأيت في بعض الليالي في منامي أنني في منزل والدي وشيخنا المشار إليه عندي.