في غاية من الفقر. وكان يحب أن يكتب في الإنشاء وكان كاتبا عند ابن/ (٦٤ ط) م سلار نائب قلعة حلب وكان معظما «١» تيمور، وكان شكلا «٢» حسنا كان عارفا بمباشرة الناس كتابة الإنشاء.
نشأ بحلب ثم انتقل إلى القاهرة فاتصل بخدمة جمال الدين الأستادار فحظي عنده واتصل به اتصالا شديدا، وصار لا يفصل أمرا إلا به وأثرى بسبب ذلك. فلما قتل جمال الدين أراد الناصر قتله، ثم شفع فيه بعض مماليك جمال الدين وكان الملوك قد قدمه جمال الدين للسلطان فأطلقه السلطان. ثم ندم السلطان على إطلاقه، فتطلبه فاختفى وسار إلى مكة، وأقام بها مدة. ثم قدم القاهرة فعاشر الناس بتواضع زايد وعقل وحشمة، وعدم نقل الكلام فأحبّه عبد الباسط وقدمه، وصار يشاوره ويسامره ويتيمن بمشاورته. ولما سافر عبد الباسط إلى الحج أراد السلطان عزله فأخذ من مال عبد الباسط جملة، واصعد هذا للسلطان، وقال له: إن عبد الباسط قال إذا احتاج السلطان إلى شيء فأعطوه كذا ففرح السلطان، وعظمه. ورجع عن همته فرعاها القاضي عبد الباسط له وزادت منزلته عنده ووليّ نيابة كتابة السر بالقاهرة وحضر إلى حلب صحبة الأشرف إلى حلب فأحسن إلى أصحابه بحلب وراعى المودة القديمة ثم رجع مع السلطان إلى القاهرة. ثم في سنة تسع وثلاثين ولاه كتابة السر بحلب، وخلع عليه في ثالث ربيع الأول، وقرر في وظائفه ولده معين الدين وطلب ابن السفاح إلى القاهرة لأنه كتب إلى السلطان يحذره من غائلة قرقماش يطلب الحضور فصادف توجه الهجان بطلبه فسبق قاصده فعرف السلطان بمراده فأذن له في المجيء وحنق على ابن السفاح، فعزله من كتابة السر وتوجه قرقماش على الهجن في أربعة عشر يوما في سادس ربيع الأول.