عظيمة وحال حسنة وبهجة زايدة وحشمة وأنفقت على العكّامين «١» والجمالين وخلعت عليهم وتصدقت قبل خروجها على الفقراء ونقل عنها إحسان عظيم إلى الناس في الطريق وصدقات كثيرة على أهل الحرمين الشريفين. ورجعت إلى حلب فاحتفل الكافل لذلك احتفالا عظيما وفرح بها وابتهج الفقراء بقدومها لما تسديه إليهم من الإحسان وتصرف من الصدقات.
وفي الليلة المسفر صباحها عن نهار الأربعاء خامس عشر شوال توفي القاضي شهاب الدين أحمد بن قاضي المسلمين جمال الدين إبراهيم بن العديم وكان الناس يكرمونه لأجل أسلافه ولا علم عنده. ووليّ عدة تداريس بحلب أخذها عن أسلافه وكان يلبس الثياب الفاخرة، ويأكل المآكل الحسنة ويديم الإقامة لقرية بابلي في جوسق أهله ثم أخربه وباعه أخيرا وكان منقطعا عن الناس ملازما لبيته ورزقه دار عليه ناب في الحكم عن أخيه كمال الدين لما توجه إلى القاهرة سمعت عليه وأجازني لاتصال السفر. وفي سابع شوال عزل غرس الدين خليل الظاهري عن الإمرة الكبرى بالأمر قانباي اليوسفي؛ كذا كتب إليّ عامل ديوان الجيش بحلب ورأيت بحلب القاضي زين الدين عمر بن النصيي في رابع شهر ذي القعدة يوم الاثنين قدم حلب قاصدا من الأبواب الشريفة وعلى يده مرسوم استقرار قانباي اليوسفي في الإمرة الكبرى عوضا غرس الدين خليل بن شاهين المذكور ومسك خليل المذكور وإيداعه في سجن القلعة في المنصورة فامتثل المرسوم الشريف وقبض عليه وأودع سجن القلعة.
وفي ليلة بعد السبت ثاني عشري الحجة، وفي كلام بعض الفضلاء ثاني عشر توفي أبو المعالي محمد بن السلطان الظاهر جقمق الحنفي «٢» وجاء الخبر بوفاته آخر