للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثين درهما من العصرونية فلم يقبل وكان قليل الكلام فقيرا جدا، يخرج إلى الصلاة في الجامع في الأوقات الخمس في شدة البرد وعليه دراعة بيضاء. وكان ينسب إلى معرفة كلام ابن العربي، وصلي عليه بكرة نهار الخميس بجامع حلب ودفن بالقرب من مقام سيدنا الخليل عليه السلام خارج حلب وكان متعففا باليسير.

ويعجبني قول الداود راوي البخاري:

كان في الاجتماع من قبل نور ... فمضى النور وادلهم الظلام

فسد الناس والزمان جميعا ... فعلى الناس والزمان السلام

وله:

إن رمت عيشا طيبا ... صفوا بلا منازع

فاقنع بما أوتيته ... فالعيش عيش القانع

وفي رابع جمادى الأولى عمل الحاج محمد بن خليفة المعصراني، وهو من أهل بانقوسا، طهورا لأولاده وأراد أهل بانقوسا أن يلبسوا السلاح على عادتهم في المشي في خدمة المطهرين فشاع الخبر بأنهم يريدون الإيقاع بالحوارنة فأرسل الكافل خلف الأكابر وحذرهم من الفتن وأشهر البلاء بعدم لبسهم فدخل إليهم جماعة من أكابر تجار بانقوسا والتزموا بأن لا يحدث شر بين الطائفتين فأذن في ذلك فلبسوا على عادتهم وطافوا في البلد فلما وصلوا إلى تحت القلعة صاح شخص: يالقيس!. فوقعت الفتنة وحمي الوطيس ودامت إلى قرب العصر فقتل جماعة من الطائفتين وبين المتفرجين وجرح جماعة. فلما كان يوم الجمعة قبل الصلاة اقتتلوا أيضا تحت القلعة فأمر الكافل الأمراء ومماليكه فلبس السلاح وأشهر النداء ودار القضاة الأربع والمنادي ينادي من لم يرجع عما هو عليه قتل: فسكتت الفتنة.

(فائدة) :

واعلم أن سبب العداوة أولا أنه لما مات يزيد بن معاوية بويع ابن الزبير رضي

<<  <  ج: ص:  >  >>