ألا لا تجاور سوى الخيرين ... أحيا وكن جارهم في القبور
ألم تر حمص وسكانها ... نجوا من بحار بلايا تمور
لأنهم جاوروا خالدا ... ومن جاور الأتقيا لا يبور
وخرج إليه شخص من آحاد الناس، يدعى عمر بن الرواس، فاستجلب خاطره، وكأنه قدم إليه تقدمة فاخرة، فولاه أمور البلد وركن إليه واعتمد، وولى قضاء تلك البلاد، رئيساً يسمى شمس الدين بن الحداد، ونادى بالأمان، للقاصي والدان، وتبايعوا بها وتشاوروا، وفي استفادة ربح الأمن لم يتماروا ثم إن نائب الشام ضعف معه ومات على قبة يلبغا ونائب طرابلس هرب منه وللخلاص ابتغى، فوصل إلى مدينته، واستقر في ولايته، فاضطرم غضباً، واستشاط لهباً واشتعل قيظ غيظه، وقتل كل من وكله بحفظه، وأسعر بهم سقر، وكانوا ستة عشر وأما تمرداش فإنه داراه ومارى، وهرب منه في قارا، واستمر علاء الدين الطنبغا العثماني نائب صفد، وزين الدين نائب غزة وغيرهما معه في صفد، ثم سار وما ارتبك، حتى نزل على بعلبك، فخرج أهلها ودخلوا عليه، وتراموا طالبين