به الأرض، وملأوا طوله والعرض، وحين شعر أهل القلعة بهذه الفعال، ألقوا النار والبارود على تلك الأخشاب فأخذت في الاشتعال وأما أساس القلعة فلا ينال، لأنه راكب على قلل الجبال، فلم يبدد ذلك من أمره، ولم يشوش من فكره، بل أمر في الحال، كل واحد من الرجال، أن يأتي من تلك القفار، بعدل من الأحجار، فانبثوا كالنمل والجراد، في تلك المهامه والأطواد، والبراري والمهاد، " وجابوا الصخر بالواد "
ففي الحال ملأوا تلك الدارة، من الحصباء والحجارة، ثم أمر أن يفعل بتلك الحجارة في ذلك المهوى البعيد، ما يفعل بهم في جهنم يوم يقال لها " هل امتلأت وتقول هل من مزيد " فألقوا في ذلك الوادي بعض ما لموه، من أكداس تلك الحجارة فطموه، وبقي في بيادر ذلك الحجر، أخفاف ما رمى من البصر، ولما امتلأ الوادي من الأحجار، مشوا عليها وقربوا من الأسوار، ونصبوا السلالم وتسلقوا، وبناصية مراميها تعلقوا، فأقلع أهل القلعة عن الكلام، وطلبوا الأمان وقالوا ادخلوها بسلام وكان هذا الحصار والتلجئة، في شوال سنة أربع وثمانمائة، ولما استقر فيها أمر بتلك الأحجار أن تنقل