للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٨٩١ هـ) وأسند إليه الخطابة بجامع فاس الجديد، ثم الإمامة والخطابة بجامع القرويين، وصار شيخ الجماعة بها.

ويدلنا على ما كان في تلمسان من حركة علمية، ما تذكره بعض كتب التراجم من أنها كانت زاهرة بالعلماء، وأن طلاب العلم والمعرفة كانوا يتوافدون عليها باستمرار وكمثال على ذلك نذكر أن أبا الفضل محمد بن محمد بن أبي القاسم المشذالي (٨٣) (ت ٨٦٥ هـ) ارتحل إلى تلمسان في حدود سنة (٨٤٠ هـ) ليأخذ عن مشايخها، ويغترف من مناهل العرفان بها فأخذ عن ابن مرزوق (الحفيد) التفسير والحديث، والفقه، والأدب، والمنطق، والفلسفة، والهندسة، والطب، . .. وأخذ عن أبي القاسم بن سعيد العقباني الفقه وأصوله ... وعن أبي العباس أحمد بن زاغو التفسير، والفقه، والمعاني، والبيان، والحساب، والفرائض، والهندسة، والتصوف ... وأخذ الأصول عن أبي عبد الله محمد بن النجار المعروف بساطور القياس- لشدة معرفته بهذا الفن، وكان مما قرأه عليه -أيضًا- مختصر ابن الحاجب الأصلي ... كما أخذ عن أبي الربيع البوزيدي الفقه ... وعن أبي يعقوب يوسف- الرياضيات، والفرائض، وأخذ عن أبي الحسن علي بن القاسم علم الهيئة (٨٤).

وبعد أن أخذ المشذالي عن هؤلاء وسواهم عاد إلى بلده -بجاية- بعلم غزير سنة ٨٤٤ هـ، ثم دفعه طموحه إلى الرحلة


(٨٣) انظر ترجمته في: "نيل الابتهاج" ص: ٣١٤ - و "الضوء اللامع" ج- ٨ - ص: ٩٥، وتاريخ الجزائر العام ج-٢ - ص: ٢٧١ - ٢٧٩.
(٨٤) انظر تاريخ الجزائر العام ج- ٢ - ص: ٢٧١.