للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما كبرت سودة (ض) وأسنت فرقت أن يفارقها الرسول - صلى الله عليه وسلم - وضنت بمكانها منه، وعرفت من حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة فوهبت يومها لها، فقبل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها (١).

كانت عائشة (ض) تمدح سودة كثيرا وتقول: ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في سلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة (٢).

٣ - حفصة (ض): وأم المؤمنين حفصة (ض) دخلت في كنف الرسول - صلى الله عليه وسلم - في السنة الثالثة من الهجرة، وعاشتا معا في ظل حبيبهما المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حوالي ثماني سنوات، فإحداهما كانت فلذة كبد أبي بكر الصديق (ض)، والأخرى كانت قرة عين عمر الفاروق (ض)، كانت حياتهما نموذجا حيا صادقا للتوادد والتلاطف والتحابب، يكون لهما رأي (٣) واحد في الأمور المنزلية، وكانتا أصدق صديقتين تتفقان وتتكاشفان كلما وقع الخصام في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتؤيد إحداهما الأخرى في كل الأمور بإزاء غيرهما من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -، ومع ذلك كله فبسبب نطاق الحب ودائرة العشق لا تكاد تتحمل فيه الواحدة الأخرى ولا ترضى بقسمة هذا الجوهر الغالي في غيرها، لما فيها من المنافسة والغيرة على أترابها كما قال الشاعر:


(١) انظر: صحيح البخاري كتاب النكاح برقم ٥٢١٢، وصحيح الإمام مسلم كتاب الرضاع برقم ١٤٦٣ ومستدرك الحاكم ٢٠٣/ ٢ برقم ٢٧٦٠، وسنن سعيد بن منصور ١٤٠١/ ٤ برقم ٧٠٢، وسنن البيهقي الكبرى ٧٤/ ٧ برقم ١٣٢١٢ و٢٩٧/ ٧ برقم ١٤٥١٣
(٢) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه كتاب الرضاع برقم ١٤٦٣، وابن حبان في صحيحه ١٢/ ١٠ برقم ٤٢١١، والبيهقي في السنن الكبرى ٧٤/ ٧ برقم ١٣٢١١، والنسائي في السنن الكبرى ٥/ ٣٠١ برقم ٨٩٣٤، وإسحاق بن راهويه في مسنده ٢٠٧/ ٢ برقم ٧١٢.
(٣) يتبين اتحادهما في الرأي واتخاذهما موقفا واحدا في كل القضايا بما ورد في الأحاديث الصحيحة في قصة الهدايا وحادث التحريم والإيلاء، تقول عائشة في قصة العسل: فتواصيت أنا وحفصة (صحيح البخاري كتاب الطلاق برقم ٥٢٦٧)، وفي سنن الترمذي عن صفية بنت حيي قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام ... الحديث، (كتاب المناقب برقم ٣٨٩٢، وكذلك سنن النسائي كتاب عشرة النساء برقم ٣٩٥٨ و٣٩٥٩).

<<  <   >  >>