(٢) وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من كتابة المعاهدة أمر أصحابه بالنحر والحلق، قال ذلك ثلاث مرات، فلم يقم منهم أحد، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة (ض) وهو شديد الغضب، فقالت: ما لك يا رسول الله؟ مرارا وهو لا يجيبها، ثم ذكر لها ما لقي من الناس وقال لها: ((هلك المسلمون، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا، وفي لفظ قال: عجبا يا أم سلمة، ألا ترين إلى الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه، قلت لهم انحروا واحلقوا ... ثم أشارت عليه - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج ولا يكلم أحدا منهم، وينحر بدنه ويحلق رأسه، ففعل، فلما رأى الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نحر وتحلق، تواثبوا ينحرون ويحلقون)). انظر تفاصيل الروايات والأحاديث الواردة في الموضوع: صحيح ابن حبان ١١/ ٢٢٥ برقم ٤٨٧٢، سنن البيهقي الكبرى ٥/ ٢١٥ برقم ٩٨٥٦، مصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٣٨٣ برقم ٣٦٨٤٠، مصنف عبد الرزاق ٥/ ٣٤٠، مسند الإمام أحمد ٤/ ٣٢٥، المعجم الكبير للطبراني ٢٠/ ١٤ برقم ١٣.